
ومقابل قيامه بهذه الأعمال يحصل المرشد السياحي على أجر مادي تحدده الأجهزة الرسمية، أو يتفق بشأنه مع المنظمين للرحلات السياحية أو حتى مع السائحين أنفسهم.
تستمر مهنة "الدليل السياحي" في العالم العربي رغم التحديات التكنولوجية (بيكسل)
العامل الاقتصادي لا يمكن تجاهله، إذ يتوقع معتز في حديثه إلى "اندبندنت عربية" أن تستخدم شركات سياحية مصرية هذه التقنيات مستقبلاً بصورة واسعة لجذب السياح بتقديم خدمات مثل "المرشد الرقمي" بأسعار أقل من تلك التي يتقاضاها المرشدون السياحيون، وهذه التقنيات قد تقضي على فرص عمل المرشدين السياحيين في مصر، وبخاصة في ظل ارتفاع معدل البطالة في هذا القطاع.
وعلى رغم من الشروط التي يفرضها القانون، فإن شريحة واسعة من الأدلاء في لبنان غير مرخصين، وهذا ما يؤكده عدد من هؤلاء الذين يطلعون بمهمة تنظيم الرحلات السياحية في الداخل والخارج.
وأبرز بلحسين أن وزارة السياحة بصدد تحيين النصوص القانونية المنظمة لمهنة الدليل السياحي بالتعاون مع الهياكل المعنية مما سيدعم دوره ومكانته في المنظومة السياحية وتجنب المخالفين والدخلاء على القطاع.
مع ظهور السياحة الاستجمامية والخروج من المرحلة المحض استكشافية وبروز ظاهرة المتاحف والمعارض والملاهي اتضحت مهمة الدليل السياحي.
ينقل المهندس باستياء كيف أصبحت حال الأدلاء السياحيين مع تراجع السياحة في الأردن على رغم انتعاشها بعد كورونا.
ولا تقتصر مهمة هذا المرشد على مرافقة السياح وإرشادهم إلى الأماكن السياحية المهمة والمعالم الأثرية والتاريخية والمتاحف وإعطائهم معلومات عنها، ذلك لأنه يساهم إلى درجة كبيرة في إعطاء صورة سلبية أو إيجابية عن بلاده، خاصة أن السائح قد يمضي أياما في البلد المقصود من دون أن يتعرف أو يتواصل مباشرة إلا مع الشخص الذي يرافقه لساعات طويلة قد تصل في بعض الأحيان إلى أيام.
تتولى الأجهزة السياحية الرسمية في كل دولة إصدار القرارات واللوائح التي تنظم مهنة الإرشاد السياحي وتحدد الشروط والمواصفات التي يجب توافرها في المرشد السياحي، وتحدد كذلك واجبات والتزامات وحقوق المرشدين السياحيين.
وعلى عاتق المرشد السياحي تقع دائماً مسؤولية إنجاح الرحلة السياحية وتقديم الصورة الإيجابية عن وطنه للسائحين، فهوا المصدر الرئيسي للمعلومات التي يحصلون عليها عن التراث الحضاري والتاريخي والثقافي والعادات والتقاليد والحياة الاجتماعية التي يعيشها السكان في المناطق السياحية التي يرافق السائحين لزيارتها.
هنا تطبيق ودليل للنمسا للأجهزة الذكية لللآيفون والأندرويد..
ومع مرور الوقت شاع اعتقاد بتراجع مكانة الدليل السياحي نور على المستوى العالمي، نظراً لتزايد الخدمات المقدمة عبر شبكة الإنترنت، ومواقع التواصل الاجتماعي.
يعرف الدليل السياحي بأنه ذلك الشخص المثقف المتعلم والواعي لتقديم رسالة وصورة واضحة وصادقة عن بلده دون زيادةٍ أو نقصان وهو بالتالي أول وآخر شخص يقابل ويودع المجموعة السياحية، وعلية تقع مسؤولية المحافظة على المجموعة السياحية التي يرافقها، وهو الصورة الحقيقية الممثلة لبلده أي أنه السفير لبلده، وخلال مرافقته للمجموعة السياحية يجب على هذا السفير أن يكون على خلق رفيع, يتحلى بالصبر, وأن يكون معطاء في جميع الحالات التي تواجهه، وكذلك, يملك القدرة على احتواء جميع المشاكل والمصاعب التي قد تواجهه بكل لطف وكياسة وتهذيب، لان هذه المهنة من أنبل المهن وارفعها و بها يستطيع الإنسان الواعي لعمله التعرف والاختلاط بثقافات ولغات وأفكار وحضارات متعددة بحيث ترفد رصيده الفكري والحضاري والثقافي واللغوي.
وفي هذا الصدد، يقول رئيس الجامعة التونسية لأدلاء السياحة مهدي حشاني أنه "لا يمكن لمهنة الدليل السياحي أن تنتهي، وأنه مهما توفرت وسائل التكنولوجيا الحديثة يبقى السائح في حاجة إلى الاتصال المباشر لما له من أثر إيجابي باعتراف السائح نفسه"، مشيراً في السياق ذاته إلى أنه "سيتم إنشاء منصة إلكترونية تضم السيرة الذاتية والمهنية لجميع الأدلاء السياحيين والمناطق التي ينتمون إليها واللغات التي يتحدثون بها، وأرقام هواتفهم وهو ما سيسهل عملية التواصل مع الدليل على غرار السياح أو وكالات الإمارات السفر".